تبقى مايكروسوفت تلك الشركة العريقة التي كانت في فترة من الفترات مُسيطرة بشكل كبير على سوق الحواسب والأجهزة الذكية بفضل أنظمة تشغيلها التي تُحاول تلبية حاجات المُستخدمين على الدوام.
وعلى الرغم من تخبّطها التقني في أنظمة ويندوز فيزتا أو ويندوز 8، إلا أن التجربة والخطأ والفشل أدلة كافية على أن الشركة في طور التطوّر المُستمر وعدم تسليمها للواقع، وهو ما يُمكن لمسه في محاولتها الدائمة في مجال الأجهزة الذكية على الرغم من تصدّر أندرويد للمشهد ، متبوعًا بنظام آي أو إس من آبل.
وتستعد شركة مايكروسوفت في هذه الفترة لإطلاق نظام ويندوز فون 10 رسميًا حيث تُشير التوقعات إلى عزمها الكشف عنه في مؤتمرها القادم في السادس من أكتوبر، لكن ما يُميّز هذا الإطلاق هو نظرة الشركة لهذا المُنتج وطريقة التعامل معه بشغف كبير.
ولم تأتي هذه النظرة لمايكروسوفت من فراغ، فنظام ويندوز فون حقق خارج الولايات المُتحدة الأمريكية أرقامًا لا بأس بها، حيث حصل على حصّة بلغت 10% في ألمانيا، و12% في المملكة المُتحدة وفرنسا، وأخيرًا 14.5% في إيطاليا حيث دفع نظام آي أو إس من آبل إلى المرتبة الثالثة بدءًا من شهر يوليو من العام الجاري.
وتوجه مايكروسوفت تركيزها في ويندوز موبايل 10 على شريحتين رئيسيتين هُما عُشاق النظام أولًا ورجال الأعمال ثانيًا حسبما صرّح Chris Capossela مسؤول التسويق في الشركة.
وقال Chris في أحد المؤتمرات التي أُقيمت في مدينة نيويورك،” إننا نبني أجهزة خاصّة لعشاق ويندوز فون، فمحُبي ويندوز 10 على الحواسب اللوحية، أو حواسب سيرفس برو نُريدهم أن يُحبوا هواتفهم أيضًا ويفخروا باستخدامها في كل لحظة”. وأضاف، ” إن تجربة الاستخدام الموحدة بين الحاسب المحمول، الحاسب اللوحي والهاتف في نظام ويندوز 10 من شأنها أن تجعل استخدام جميع الأجهزة بسيطًا دون أي يشعر المُستخدم بأي فرق”.
أما على صعيد رجال الأعمال، فتمتلك مايكروسوفت بالفعل فرصة كبيرة لجذب هذه الشريحة بفضل تطبيقات مثل سكايب، وأوفيس وغيرها الكثير. كما بدأت العمل من مبدأ الوظائف الأساسية التي تعتمد عليها هذه الشريحة مثل تطبيقات التقويم، والبريد الإلكتروني بالإضافة إلى تطبيقات التواصل.
وذكرت إحصائية نشرتها شركة Canalsys أن مبيعات الأجهزة العاملة بنظام ويندوز فون وصلت في الربع الرابع من عام 2014 إلى 25.6% مُتأخرة بنسبة قليلة عن أجهزة آبل الذكية التي وصلت نسبتها إلى 29% في ذات الفترة. كما ذكرت بعض التقارير أن المُدراء في الشركات يقومون باستبدال أجهزة المُوظفين من بلاكبيري إلى ويندوز فون وهذه مؤشرات قوية على أهمية هذا النظام بالنسبة لقطّاع الأعمال.
ويُمكن أن تُقدم مايكروسوفت حلولًا تُرضي الجميع خصوصًا مع ارتفاع أسعار أجهزة آيفون نسبيًا، والمشاكل الأمنية التي تظهر بين الفترة والأُخرى في نظام أندرويد والتي كان آخرها تجاوز شاشة القفل أو اختراق نظام حماية الجهاز بالبصمة.
متجر التطبيقات هو العامل الذي يُساهم بشكل كبير في تبنّي أي نظام تشغيل جديد للأجهزة الذكية، فعلى الرغم من وجود الكثير من أنظمة تشغيل هذه الأجهزة إلا أن أندرويد وآي أو إس نجحوا بالسيطرة بشكل كامل على المشهد بفضل المتجر الذي يحتوي على ملايين التطبيقات.
وتمتلك مايكروسوفت في نظامها الجديد فرصة كبيرة جدًا، فعلى الرغم من كون مُعظم مُطوري تطبيقات الأجهزة الذكية يُتقنون التعامل مع لغتي Swift وObjective-C في أجهزة آبل، وجافا في أجهزة أندرويد، إلا أن الكثير من مُطوري تطبيقات الحاسب يعتمدون على .NET وهو إطار التطوير الرسمي من مايكروسوفت، ومع مفهوم التطبيقات الشاملة Universal Apps في ويندوز 10 والذي يسمح بتطوير التطبيق مرة واحدة ليتوافق مع جميع الأجهزة العاملة بهذا النظام لن يواجه المُطورون صعوبات أبدًا وسوف تبدأ التطبيقات بالوصول إلى المتجر للمُساعدة في انتشاره.
مايكروسوفت تأخرت قليلًا في عملية تطوير ويندوز فون 10 لأنها كانت تنوي الإنتهاء أولًا من رسم الخطوط العريضة في ويندوز 10، وما أن وصلت إلى الشكل النهائي من ناحية المعالجة والميّزات حتى توجهت إلى تطوير نظام الأجهزة الذكية الذي سيسمح بتوحيد تجربة الاستخدام على جميع الأجهزة وهذه ميّزة تُحسب للشركة ومن المُمكن أن تكون من أهم العوامل التي تُشجّع على اقتناء أحد هواتفها.
بالطبع لن يتفق المُستخدمون أبدًا على النظام الأمثل للأجهزة الذكية، لكن مايكروسوفت أثبتت في ويندوز 10 أنها قادرة على المُنافسة بشكل كبير، ومع مفهوم التطبيقات الشاملة يُمكن أن تكسب الشركة الرهان من جديد خصوصًا مع دراستها لتجربة الاستخدام بشكل مُوسّع من خلال تطوير تطبيقات لأنظمة أندرويد وآي أو إس والتي صرّحت مُديرة قسم الهندسة حولها وأكدّت أن الهدف منها دراسة تجربة الاستخدام وكيف يتعامل المُستخدمون مع التطبيقات لتوفير تجربة مُميّزة وتلافي الأخطاء في أنظمتها وتطبيقاتها الخاصة.
الإبتساماتإخفاء